حبه يوردني الجنون

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

حبه يوردني الجنون

ممنوع غيرك يدخل القلب ممنوع

أنت الوحيد اللي مصرّح دخوله

قلبٍ على حبّك من سنين مطبوع

أنت غلاه اللي سكنه بسهوله

من يكون يا تُرى ذلك الإنسان الذي ملك القلوب بعد أن اقتلع أبوابها ودخلها ليُقيم فيها العمر كله

أهو ملاك تصور في صورة إنسان يحمل جمال الوجه وزينة الروح جعلاه يتصرف في النفوس التي لم تتمكن من مقاومة عشقها له فأبدت الهيام مما أعطاه الفرصة أن يدخل إلى جوفها ويقلع أبواب قلوبها ويقيم فيها بلا استئذان كيف تم له ذلك ؟

ومن خلال ماذا صار مالكاً لقلوبنا يتصرف في أحوالنا ؟

لنرى أنفسنا تارة به محتفلين وبنور إشراقة وجهه بابتهاج وسرور نضيء مجالسنا بأجمل الزينات ونصدح بحناجرنا بأحلى الأناشيد ، نعبر فيها عن حالة الفرح التي انتابتنا بسبب إشراقة نوره الوضاء ، نبارك لبعضنا بمناسبة إطلالته علينا ونوزع الحلوى في مجالسنا وبين أحبتنا لنعلن للناس أجمع أننا وبلا شعور قد أقمنا الحفل بمناسبة مولده الشريف

وتارة أخرى ترانا على الهام لاطمين ولدموع العين هاملين وبالصراخ معولين نقيم في مجالسنا العزاء والتأبين لا يروق لنا لذيذ العيش ولا يهنأ لنا طيب الحديث نتذكر تلك الجرائم التي حلت به من أعدائه الملاعين فأردته صريعاً يخور بدمه لا يقوى على الحراك قد وُزعت أوصاله بسيوف العدا ورماح الشياطين ينادي بضعيقف الصوت وحق جدي أنا عطشان ، فتأتيه الرماح لتنهش جسده جواباً لطلبه من أمة قد هامت في الظلام ، وبعد ذاك ننظر بعين القلب كيف أُحتز رأسه من قبل الأوغاد ليرفعو على رمح طويل ويطوفوا به الوديان والقفار ويدخلوه في البلدان شامتين ويبقى جسمه مُرملاً تصهره حرارة الشمس في صحراء تشرفت ببدنه لتكون روضة من رياض الجنان

فكيف بنا ونحن نتذكر كل هذه الصور المروعة أيا ترى يهنأ لنا عيش أو يطيب لنا مقام

نعم إنه الحسين سليل الهدى وسبط سيد الأنام ملك القلوب بذوبانه في حب الله فأرخص النفس وترك الأهل ونادى يخطب ربه بقلبٍ ثابت ونفسٍ مطمئنة

تركت الخلق طراً في هواك

وأيتمت العيال لكي أراك

ولو قطعتني بالحب إربا

لما مال افؤاد إلى سواك

هنا وبعد أن أصدق القول بالفعل ورحل إلى ربه شهيداً

أدخل الله في قلوب المؤمنين حبه ليعشقوه لدرجة الجنون ليكون حبه هو الجنون بعينه الموصل بصاحبه إلى الخلود فما أجمل هذا الحب وما أجمل المحب فهو لم يكن ملاكاً

بل هو من تنحني الملائكة له احتراماً

إنه الحسين الحر الأبي الذي فدى بأغلى ما يملك من أجل العزة والكرامة

فلا تستغربوا أبداً أيها المؤمنون إن سمعتم مني كلمة أقول فيها

حبه يوردني الجنون

نسألكم الدعاء

زائر

تسلم السلطانــــــــــــي عااشت ايدك موفق لكل خير

بنت الزهراء مرورك اسعدني ودي وتقديري

السلام عليك يا شهيد كربلاء

بارك الله فيك